هل تعلم كيف يصنع النحل العسل ؟
محمد عبود- كيف يصنع النحل العسل؟
نحل العسل الغربي أو الأوروبي، هو أكثر أنواع النحل انتشاراً على الأرض، من ضمن 44 نوع موجود، هناك أكثر من 200 ألف نوع من النحل.
النحل الطنان، والنحل الغير لادغ، ولكن النحل الأوروبي، هو الذي ينتج العسل، بكميات وفيرة، والسبب في أهمية النحل للمجتمع البشري، ليس لأنه ينتج العسل فقط.
تلقيح النحل للنباتات
العسل هو نتاج جانبي لما يقوم به من تلقيح النباتات، وأن 75% من المحاصيل الزراعية، يتم تلقيحها من قبل النحل، خلية النحل الصحية والسليمة، من الممكن ان تنتج ما يصل إلى 29 كيلو غرام من العسل سنوياً.
صناعة العسل من الأزهار
العسل يعد بمثابة طعام للنحل، تخزنه لأوقات الحاجة، وتصنعه من رحيق الأزهار، وهي المادة السائلة التي تفرزها الأزهار، والرحيق يتحول مباشرة إلى العسل.
بعد أن يجد النحل الزهرة المناسبة، يدخلها، ويستخدمون ألسنتهم الطويلة الخاصة، ويمتصوا رشفات صغيرة من الرحيق.
ويخزن في واحد من مخازن المعدة، وتحتوي كل واحدة منها، على وزن النحلة كاملة، عندما تكون ممتلئة بالرحيق.
تحويل الرحيق إلى العسل
وهناك أنزيمات خاصة في النحلة، تحول الرحيق إلى العسل، أثناء طريق العودة إلى الخلية، وعند وصولها إلى الخيلة.
تقوم هذه النحلة العاملة، باستخراج كمية العسل، إلى فم عاملة أخرى، ومن ثم إلى عاملة أخرى ثانية، فعملية التبادل هذه، هي جزء من عملية صنع العسل.
لأن كل نحلة، تضيف المزيد من الإنزيمات، لتحول سلاسل السكر المركبة، إلى سكريات أحادية، مثل الجلوكوز والفركتوز.
تجفيف العسل من الماء
وفي مرحلة وضع الرحيق في المكان المخصص، يكون لازال يحتوي على كمية ماء عالية، فتبدأ النحلات العاملات، بتحريك أجنحتها لإنشاء تيار هوائي ليتبخر الماء.
ويزيد من كثافة الرحيق، ثم يقوم النحل بتغطيته بمادة الشمع، حتى يتحول الرحيق المستخرج مراراً، والغني بالانزيمات، إلى العسل، ويسمى في هذه المرحلة، محلول فائق التشبع.
وكونه محلول حمضي، فهو مضاد للكائنات المجهرية، البكتريا والفطريات، وفترة صلاحيته طويلة جداً، حتى أنه تم إيجاد كمية من العسل، في المقابر الفرعونية ولا زال صالحاً.
ولكل 1 كيلو غرام من العسل، تعمل عليه أكثر من عشرين ألف نحلة، ويقطعون مسافة تعادل ستة دورات حول الأرض.
ويزورون أكثر من 16 مليون زهرة، خلال تجميعهم للرحيق، وهذا يتطلب تعاون بين الأفراد، والعمل الجماعي، والتنظيم بين النحل.
تواصل النحل عن طريق الرقص
ويتواصل النحل عن طريق حركات تشبه الرقص، فإذا كان الغذاء قريب، تكون الرقصة دائرية، وإذا كان بعيداً، فإنهم يهزون أجسامهم.
وكان أول من فسر معنى هذه الحركات الخاصة بالنحل، هو العالم النمساوي، كارل فون فريتش في عام 1940.
النحل يمتلك ساعة داخلية دقيقة للغاية، فبإمكانهم معرفة مكان الشمس، على مر الفصول، ويمتلكون أعين حساسة للإضاءة فوق بنفسجية.
الطبقات الاجتماعية في خلية النحل
النحل يعد كائن بسيط، ولكن كونهم مجتمعين، فهم يكونون مجتمع لا يستهان به، وهناك ثلاث طبقات اجتماعية في خلية النحل، العاملات والذكور والملكة.
وعندما تولد الملكة، فإنها تقتل على الفور، الملكات الأخريات، وخلال موسم التزاوج، تذهب إلى خلية نحل مختلفة، وتتلقح من قبل العديد من الذكور.
وتخزن اللقاح، ثم تعود إلى خليتها، وتبيض أكثر من ألف بيضة يومياً، البيض الذي يفقس بدون تخصيب، يعطي الذكور.
بمعنى أن الذكر، يولد بدون أب، ووظيفة الذكر الوحيدة، هي تلقيح الملكة في الهواء، ويموت بعدها، لأن قضيب الذكر ينقطع بعد تلقيح الملكة.
والبيض المخصب، يفقس الملكة والعاملات، والعاملات هن أساس الخلية، فهن يعتنين بالبيض، ويصنعن العسل، ويبنين الخلية.
الهلام الملكي أو خبز النحل
وقد قال بعض العلماء سابقاً، أن نوع الغذاء أثناء الصغر للنحل، هو الذي يفرق بني العاملة والملكة، فكل صغار النحل حديثي التفقيس، يتم تغذيتهم بما يسمى الهلام الملكي.
وبعد أيام يتم إيقاف الهلام الملكي عن العاملات، ولكن اكتشف العلماء في العام الماضي، أن هناك مركب في خبز النحل، يجعل العاملات عقيمات.
صنع العسل من قبل النحل، هو واحد من أروع الأمثلة في المملكة الحيوانية، على التعاون والتنظيم، بالاضافة إلى أثرها في تلقيح معظم نباتات الأرض.