اضطرابات النوم
يشهد العالم ارتفاع عدد الأطفال المصابين باضطرابات في النوم والحاجة إلى التشخيص والعلاج المبكر لها حيث ان نسبة الإصابة باضطرابات التنفس وآلام الوجه المزمنة في ازدياد حول العالم، ولقد أثبتت دراسة نشرت في مجلة Middle East Current Psychiatry (يوليو 2014 – المجلد 21 – العدد 3 – صفحة 185-192) أن 33.6% من بين 146 طفل تتراوح أعمارهم بين 4-12 عاماً يعانون من اضطرابات مرتبطة بالنوم ، بحسب مركز لندن لعلاج اضطرابات النوم في دبي .
انواع اضطرابات النوم التي تصيب الاطفال :
- انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA) هو حالة تتسبب بانهيار الحنجرة أو مجرى الهواء العلوي ما يمنع مرور الأوكسجين عبر الرئتين ويتسبب بتنفس سطحي أو توقف مؤقت في التنفس. ويمكن أن تحدث هذه الحالة في أي سن لكنها أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 7 سنوات وخلال مرحلة المدرسة الإعدادية.
- الألم الدماغي الوجهي هو حالة أخرى من اضطرابات النوم التي يخطئ الناس في معظم الأحيان بالاعتقاد بأنها لا تؤثر سوى على البالغين، حيث أنها يمكن أن تحدث لدى الأطفال في سن مبكرة، والتي قد تكون أخف حدة أو تبدو بأنها أخف حدة لأن الأطفال، على عكس البالغين، لا يميزون الاختلافات ويفترضون أن الألم والصعوبات الوظيفية هي أمر طبيعي.
وفقاً لدراسة جديدة نشرت في فبراير 2016* في مجلة جمعية طب الأسنان الأمريكية، يعاني الأطفال من مشاكل تتعلق باضطرابات النوم ما يقارب ضعف معدل ما يعاني منه البالغون. كما ويمكن أن تأتي اضطرابات النوم لدى الأطفال بدرجات متفاوتة الشدة، لكن من الضروري معرفة أن غالبية هذه الاضطرابات يمكن علاجها. وينتشر أيضاً الصداع لدى الأطفال، حيث تشير التقارير أن ما يصل إلى 82% من المراهقين يعانون من صداع قبل بلوغ سن الـ 15 كما ويحمل الصداع النصفي لدى الأطفال نفس التأثيرات التي يعاني منها البالغون.
الاثار الجانبية لـ اضطرابات النوم عند الاطفال :
يتم الاعتراف بشكل متزايد أن انقطاع النفس الانسدادي النومي لدى الأطفال يتسبب بمشاكل بالانتباه والسلوك بالإضافة إلى مشاكل في التعلم والتطور. ويعتقد الخبراء في مركز لندن لعلاج اضطرابات النوم أن انخفاض تدفق الأكسجين إلى الدماغ يخلبالنوم العميق الهام لعملية ترميم الخلايا وأن فترة النوم العميق هي ذات أهمية كبيرة لعملية نمو دماغ كل طفل. ويتسبب هذا الإخلال بدوره بحدوث مشاكل في مناطق معينة بالدماغ تتحكم بقدرة الأطفال على الانتباه والسيطرة على السلوك وتنظيم العواطف، وبالتالي غالباً ما يصابون بازدياد في فرط النشاط.
وقد وجدت الجمعية الأميركية لأمراض الصداع في المراجعة الأدبية التي أجرتها على نطاق عالمي وشملت دولاً من بينهاالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن أن هناك معدل انتشار عالي لأمراض الصداع والصداع النصفي لدى الأطفال والمراهقين**.
حقائق خطيرة
هو الصداع الأكثر شيوعاً معاضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMJ)، وأن احتمال أن يكون الأطفال الذين يتم تشخيصهم بالصداع النصفي مصابين باضطرابات تنفس أثناء النوم هو أكثر بـ 8.25 مرة. في حين أن احتمال أن يكون الأطفال الذين يتم تشخيصهم بآلام صداع مزمنة يصاحبها التوتر مصابين باضطرابات تنفس أثناء النوم هو أكثر بـ 15.23 مرة، وأن احتمال أن يكون المرضى من كل الأعمار الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي مصابينباضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMJ) هو أكثر بـ 6.52 مرة.
ونظراً إلى التأثيرات اللاحقة المقلقة لقلة النوم أو النوم المتقلب، يجب على الآباء بأن يعيروا انتباهاً كبيراً لطريقة نوم أطفالهم. وفي حال وجود أية مشاكل في التنفس أثناء النوم أو آلام في الفك أو حالات صداع أو حتى صعوبة في وظائف الفم العادية مثل فتح الفم أو المضع أو البلغ أو التحدث أو التواصل، يجب على الآباء استشارة طبيب أطفال للحصول على الإرشاد أو احتمالية الإحالة إلى أخصائي في النوم.
ولقد طور الدكتور ستيفن أولموس (أخصائي في طب الأسنان المختص بمشاكل التنفس أثناء النوم ومدير قسم انقطاع النفس الانسدادي النومي لدى الأطفال في جامعة تينيسي كلية طب الأسنان) علاجات تنموية خاصة لعلاج هذه الحالة عند الأطفال. حيث لا يمكن للمختصين لسوء الحظ السيطرةعلى هذه الحالات عند معظم المرضى إلا بعد مرحلة البلوغ.