‘);
}

خثارة اللّبن

خثارة اللّبن هي تجميد الحليب السّائل سواء كان حليباً بقريّ أو غنم بعدّة وسائل كإضافة بعض الخمائر للحليب كبكتيريا حمض اللّبنيك التي تنشّط فعل الخميرة في الحليب وتؤدّي لتخثّره وسط جوٍّ دافئٍ فينفصل مصل الحليب مكوّناً مادةً متخثّرة تدعى اللّبن الرّائب، ومنها ما يتم تخثيره بإضافة سائلٍ حمضيّ للحليب كإضافة عصير اللّيمون أو الخلّ الأبيض أو خل التّفاح وفي هذه الحالة يتم التّخثّر سريعاً وتتكتّل جزيئات الحليب منتجةً مادةً متخثّرة تنفصل انفصالاً كليّاً عن المصل يتم تجميعها وهي أشبه بعمليّة التّجبّن، وتُستخدم لإعداد أنواع الجّبن الكريميّ القابل للدّهن أو جبن بانير أو الجّبن الذي يُحفظ بالزّيت، ومنها ما يتم تخثيره باستخدام المنفحة كالجّبن الأبيض والعكّاوي حيثُ يتم تخثيره بعدّة مراحل ويُفصل المصل تماماً ويتم تمليح المادة المتخثّرة وتجميعها على شكل أقراصٍ وكبسها ليتصفّى ما تبقّى من المصل وتُخزن في محلولٍ ملحيّ وتبقى لمدّة ستّة شهورٍ دون أنّ يحدث لها أيّ شيءٍ، والبعض الآخر يتم تخثيره وفصل المصل عنه على عدّة مراحلٍ متتاليةٍ وتعريضه للحراة ومن ثمّ إعاده عجنه مرةً أخرى على عدة مراحل لإنتاج أنواع أخرى من الجّبن كجبن الموزاريلا وبعضها يتم خضعه للحرارة والتّجفيف لإنتاج بعض أنواع الأجبان القاسية كالشّيدر والقشقوان، وهنالك بعض أنواع اللّبن الخاثر والذي يتم إنتاجه تحديداً من حليب الأغنام يتم وضعه بشاشٍ معقّم ليتصفّى المصل منه نهائيّاً ومن ثمّ يُعجن بكميةٍ من الملح ويكوّر على شكل أقراصٍ ويتم وضعه في مكانٍ مشمسٍ وتحت ظلّ الهواء ليجف ويتخلّص من أكبر كميّةٍ من الملح وتتجمّع كطبقةٍ خارجيّةٍ يمكن إزالتها بسهولةٍ وهو ما يطلق عليه اسم الجّميد أو الكشك ويستخدم في الأردن وفلسطين لإعداد بعض الأطباق كالمنسف أو الشّيشبرك.

تحتاج عمليّة التّخثّر قياساتٍ زمنيّةٍ متفاوتة وتعتمد في ذلك على درجة حرارة الجوّ المحيط، ففي فصل الشّتاء تأخذ عمليّة التّخثّر وقتاً أكبر مقارنةً مع فصل الصّيف، حيثُ تحتاج العوامل المؤدّية للتّخثر إلى جوٍّ وسطيّ دافئٍ لتتم عمليّة التّخثّر سريعاً وتنتهي بنجاح، يمكن إنتاج خثارة اللّبن بكلّ سهولةٍ بالمنزل، ولا يحتاج الأمر إلّا بعض الخطوات البسيطة لإنجاح عمليّة تخثّر الحليب لإنتاج اللّبن أو اللّبنة أو الجّبنة وسأقوم بذكر بعض طرق تخثير الحليب لإنتاج خثارة اللّبن أو تحويلها إلى لبنة أو جبنة.