‘);
}

الخميرة

منذ آلاف السنين تدخلت كائنات حية لا تراها العين البشريّة في إنتاج الكحول وكان هذا محيراً للكثيرين في ذلك الزمان، فلقد كان الإنسان يقوم بحفظ العصائر في صناديق خشبيّة لفترات طويلة، ليجد أنّ هذه العصائر وخصوصاً عصير العنب تصدر منها غازات ذات رائحة كريهة، وتحولت لمشروب يختلف تماماً عن طعم العصير الأصليّ، ومن هنا بدأت الحكاية.

كلّ من فسر هذه الظاهرة عرف أنّ هناك كائنات تتغذّى على سكر العنب الفركتوز، فتتكاثر، وتخمّر عصير العنب، وتنتج الكحول المعروف باسم خميرة البيرة الآن، إنّ هذه الكائنات الصغيرة كانت ثورة في عالم الاكتشافات التي توالت على البشرية، فدرسها العلماء وتعمّقوا في دراستها ليعرفوا ماهيتها، وكيف قامت بإنتاج الكحول، وماذا تقدر أن تفعل أيضاً؟؟ إلى أن وصل الأمر إلى العالم لويس باستور الذي اكتشف عفن الخبز وحلله وتوصل من خلاله لمعرفة ماهية خميرة الخبز.

الخميرة كائنات حية فطرية تم التعرف عليها بشكل علمي ودقيق من خلال ظاهرة تعفّن الخبز الذي حللها العالم باستور، وهي كائنات حية تملك إنزيمات تساعد على تحلل السكريات البسيطة فتتغذى عليها، وتتكاثر بها، إذ اكتشف أنّها كائنات وحيدة الخلية تتكاثر بالانشطار، لتكون مجموعات ضخمة منها في المحيط الواحد الذي تتكاثر من خلاله.